نظام غذائيّ غير معروف لخفض الكوليسترول
Saturday, 08-Nov-2025 08:34

أثبت النظام الغذائي المعروف باسم «النظام البورتفولي» (Portfolio Diet)، الذي يُركّز على النباتات، فعاليّته في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يشرح مبتكر هذا النظام، الدكتور ديفيد جنكنز من جامعة تورونتو، فكرته بتشبيه لافت: فكما يبني المستثمر محفظته المالية عبر توزيع المخاطر لتحقيق أفضل عائد، يمكن للإنسان أن يبني «محفظة غذائية» متنوّعة غنية بالأطعمة التي تخفّض الكوليسترول، فيجني عائداً صحياً كبيراً. وتشمل هذه الأطعمة البقوليات، المكسرات، زيت الزيتون البكر، الفواكه، والخضروات.

 

تشير دراسات إلى أنّ اتباع هذا النظام قد يخفّض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى 30%، ويُقلّل احتمال الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.

 

يشبه النظام البورتفولي النظام المتوسطي باعتماده على الألياف والدهون الصحية والبروتين النباتي. فهو يُشجّع تناول البقوليات، خصوصاً منتجات الصويا كالتوفو وحليب الصويا، والمكسرات والبذور، والزيوت الغنية بالدهون الأحادية غير المشبّعة مثل زيت الزيتون والأفوكادو.

 

كما يُركّز على الأطعمة الغنية بالألياف اللزجة، الموجودة في الشوفان، الشعير، البامية، الباذنجان، وبذور الشيا، التي ترتبط بالكوليسترول داخل الأمعاء وتمنع امتصاصه.

 

عنصر آخر أساسي هو الفيتوسترول، وهي مركّبات نباتية تُشبه الكوليسترول في تركيبها، فتنافسه على الامتصاص وتُقلِّل كميته في الجسم. تتوافر هذه المركّبات في جميع النباتات تقريباً: المكسّرات، الزيوت النباتية، الحبوب الكاملة، والفواكه والخضار.

 

في المقابل، يدعو النظام إلى تقليل المنتجات الحيوانية الغنية بالدهون المشبّعة مثل الزبدة واللحوم الحمراء والمصنّعة، لأنّها ترفع مستوى الكوليسترول الضار وتزيد خطر أمراض القلب.

 

في تجربة أجريت عام 2003 على 46 شخصاً يعانون ارتفاع الكوليسترول، حقق متّبعو النظام البورتفولي انخفاضاً بنسبة 29% في الكوليسترول الضار خلال شهر واحد، وهي نتيجة قريبة من تأثير الأدوية الخافضة للكوليسترول (الستاتينات). ومع مرور الوقت، أكّدت دراسات لاحقة هذه النتائج، وإن كانت قصيرة المدى.

 

أمّا أضخم دراسة أُجريت عام 2023 على أكثر من 200 ألف شخص من العاملين في المجال الصحي، فخلصت إلى أنّ الذين التزموا بالنظام البورتفولي أكثر من غيرهم تراجع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات بنسبة 14%. وعلى رغم من أنّ الدراسة أظهرت علاقة ارتباطية لا سببية، فإنّ حجمها ومدّتها عزّزا الثقة بفعاليتها.

 

النظام مرن وسهل التبنّي: لا يتطلّب حساباً دقيقاً للكمّيات، بل يكفي إدخال عناصره تدريجاً. نصف حبّة أفوكادو أو وجبة من الحبوب الكاملة والخضار قد تفي بجزء كبير من متطلباته اليومية. وينصح الخبراء بالحصول على المكوّنات النباتية من الطعام الطبيعي بدلاً من المكمّلات.

 

بهذه الطريقة، يصبح النظام البورتفولي نموذجاً عملياً لتحقيق «استثمار صحّي» طويل الأمد، إذ تحلّ الأطعمة النباتية محل الدهون المشبّعة، فينخفض الكوليسترول ويرتفع العائد الأكبر: صحة القلب.

الأكثر قراءة